”ألوانات” تكسر التابوهات وتقدم ”أول عرض باليه في صعيد مصر”
الأكثر مشاهدة
بحركات رشيقة مصاحبة بخفة الأقدام، وأدء حركي يعكس الانفعالات المتضاربة، وقف ما يقرب من 50 راقص وراقصة على رؤوس أصابع القدمين في رقص جماعي ودوران حول النفس باتزان شديد مستوحى من حفلات البلاط الفرنسي، على مسرح يختلف ديكوره عن طبيعة الديكور المسرحي التقليدي، لتوفير أكبر مساحة ممكنة ليمنح إيحاء كاملًا بواقعية الأمر للمشاهدين.
على بعد 240 كم من محافظة القاهرة وفي واحدة من أهم محافظات صعيد مصر، استقبل مسرح محافظة المنيا يوم الخميس الموافق 31 أغسطس أول حفل من نوعه فى تاريخ الوجه القبلي، فنظمت مؤسسة ألوانات للفنون والثقافه بالمحافظة أول عرض متكامل للباليه.
"الحضور كان كبير والمسرح تقريبًا كامل العدد" استهل ماركو عادل ،مؤسس مدرسة ألوانات للفنون والثقافة، حديثه مع (احكي) ملقيا الضوء على الحضور الكثيف، الذي طغى على المشهد، مصحوبًا بإشاده بالغة بجودة العرض "رد فعل الحاضرين مبهر جدًا، ودموع الفرح كانت ماليه المسرح".
فيما يتعلق بالترتيبات التي سبقت العرض، عاد "ماركو" شهرين إلى الخلف مبينا التدريبات المكثفة التي استمرت داخل قاعات ألوانات التي وصفها بالصغيرة، لمدة 60 يومًا بواقع ثمانِ ساعات يوميًا، لافتا الضوء إلى الصعوبات التي واجهها فريق العمل بسبب ضعف الإمكانيات والحاجة إلى مسرح كبير يتسع التدريب "السيطره وتنظيم عرض فى العدد ده مكنش سهل خالص".
وعن المشاركين في العرض، أوضح مؤسس المدرسة أن أعمارهم تتراوح بين 5 لـ17 عامًا، وتم اختيارهم بعد إجراء اختبارات لياقة بمعرفة متخصصين، ليتم تأهيلهم وإعدادهم للمرحلة الاحترافية بتقديم العروض، مبينًا بمجهود المحافظة متمثل في تعاون القيادات الأمنية، ومحافظ المنيا "عصام بديوي".
افتتح العرض الذي استمر لمدة ساعتين بفيلمًا تسجيلًا عن الأنشطة المتنوعة التي تقدمها مدرسة ألوانات منذ تأسيسها في أغسطس 2015، وتشمل معارض الفن التشكيلي و معارض الصور الفوتوغرافية إلى جانب التدريبات المتنوعه فى شتى المجالات الفنية.
كما شملت فقرات الحفل الذي أخرجه الدكتور ممدوح حسن، الأستاذ فى معهد الباليه بالقاهرة ومخرج بدار الأوبرا المصرية، عروضًا لأعمار مختلفة من الراقصين، واختتم العرض بعرض الباليه العالمي الشهير "سندريلا" للمؤلف الموسيقي الروسي سيرجي بروكوفييف (1891- 1953)، والذي يدور حول قصة الفتاة سندريلا التي تعيش مع زوجة أبيها الشريرة وابنتيها الدميمتين ويقوم الأمير الحاكم بالإعداد لحفلة ضخمة يدعو فيها كل سكان المملكة لاختيار زوجة جميلة تشاركه الحياة، فتقرر زوجة الأب حضور الاحتفال ومنع سندريلا من الذهاب إلى القصر بحجة عدم امتلاكها ثياباً لائقة بالمناسبة، ومن ثم تظهر الجنية الطيبة لتمكِّن "سندريلا" من لقاء الأمير، الذي يغرم بها.
في ظل حرمان محافظ المنيا والصعيد بأكمله من مثل هذه الأنشطة المقتصرة فقط على محافظتي القاهرة والإسكندرية طالب "ماركو" في نهاية حديثة بقاعات كبيرة مجهزة للباليه تمكن الفريق من خروج إمكانياته إلى النور ومن أجل الوصول إلى حلمهم المتمثل في العرض بدار الأوبرا المصرية ومن ثم الانتقال للمشاركة في العروض العالمية.
لمزيد من المعلومات عن ألوانات من هنا
الكاتب
سمر حسن
الأحد ٠٣ سبتمبر ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا